تجمع العشرات من أعضاء المؤسسات لمجلس مقاطعة عفرين والشهباء في مخيم برخدان (المقاومة) وقرأ البيان باللغة العربية من قبل الرئيس المشترك لهيئة البيئة لمقاطعة عفرين والشهباء محمد شيخ اوصمان وباللغة الكردية من قبل عضوة مجلس مقاطعة عفرين والشهباء شيلان شيخو.
وجاء في نص البيان مايلي:
"في الوقت الذي يقدم العالم كل جهوده من أجل حماية البيئة وغطائها النباتي لحماية الحياة الكونية والاجتماعية نتيجةُ الأضرار الناجمة من التلوث الحاصل بأيدي بعض الأنظمة غير المسؤولة في هذا الشأن، تقوم الدولة التركية ومرتزقتها أمام أنظار العالم، بتجريد وحرق جنة الدنيا طبيعة عفرين من إحراجها وأشجار عنبها وتينها وزيتونها وبلوطها المباركة وتدمر الحجر والبشر نتيجة الفوضى والحرب الدائرة في عموم المنطقة.
وتصرّ الدولة التركية والفصائل السورية المسلحة التابعة لها والتي تسمى بالجيش الوطني على التمادي في انتهاكاتها وجرائمها بحق الطبيعة هناك، ووصل الأمر بهم بقيام عناصرها على تأجير مواقع حراجها للتجار مقابل مبالغ مالية كبيرة، ليبادر هؤلاء إلى ممارسة القطع الجائر الذي طال الملايين من الأشجار الحراجية والمثمرة بالإضافة لعمليات الحرق المتعمد للغطاء النباتي والذي سيؤدي لتصحر جغرافية عفرين الخضراء.
وقطعت فصائل المعارضة السورية المدعومة من أنقرة أكثر من نصف مليون شجرة زيتون وأكثر من 21 مليون شجرة حراجية مثمرة منذ آذار/مارس 2018، بينها 280 ألف شجرة زيتون، يزيد عمر بعضها على مائة سنة. حيث إن عمليات القطع الجائر حصل في 114 موقعاً بمنطقة عفرين لوحدها، وقد تضرر أكثر من ألف موقعاً بشكل كامل في شمال غرب سوريا. وفي سياق القطع الجائر مؤخرا، أقدم عدد ممن يمتهنون جرائم قطع الأشجار، على قطع مئات الآلاف من أشجار الزيتون، منذ حوالي أسبوع تقريباً في موقع جنوب بلدة قطمة وناحية شران، وبلغ نسبة قطع الأشجار أكثر من 50%، وجميع الأشجار التي تم قطعها عائدة للمواطنين الكرد.
وأكثر عمليات القطع تتم ليلاً باستخدام المناشير الكهربائية ويتم نقل الحطب بواسطة سيارات الشحن أمام الأنظار، وأن عمليات الحرق المتعمد للغابات الحراجية والقطع الجائر لأشجار الزيتون في الآونة الأخيرة من قبل فصائل ما يسمى الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا.
وحتى المستوطنين أصبحت مهنتهم الرئيسية الاتجار بالحطب وصناعة الفحم بالشراكة مع تجار محسوبين على سلطات الاحتلال التركي وبالشراكة مع قادة الفصائل المرتزقة، وهناك مواقع في ريف عفرين تم تشيدها لصناعة الفحم تدار من قبل التجار الأتراك ومتزعمي الفصائل، فليعلم العالم أن هذه الأعمال الإجرامية تشكل خطراً ليس على الكرد بل على طبيعتنا الكونية والاجتماعية.
ونحن بصفتنا هيئة تعنى بحماية البيئة نناشد المجتمع الإنساني برمته وكل المنظمات ذات الصلة وخاصة (اليونيب) برنامج الأمم المتحدة الخاص بالبيئة على وضع حد لهذه الجرائم والانتهاكات بحق طبيعة عفرين وغيرها من المناطق السورية الواقعة تحت سلطة دولة الاحتلال التركي وفصائل المعارضة السورية المسلحة التابعة لها وإرسال لجان تقصي الحقائق الدولية والفرق الإعلامية لتوثيق ما جرى ويجري في عفرين وغيرها من المناطق المحتلة ومحاسبة كل من تورط بهذه الجرائم والانتهاكات بصفته وتحقيق العدالة الدولية".